مفهوم الجمال........’’’

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أخباركم .. ان شاء الله مبسوطين


اليوم حبيت أتكلم عن موضوع جميل ويهم كل الناس ... وفطرت الإنسان مجبوله على حبه ... ذلك هو .. الجمال


الجمال في كل شي

في الطبيعة .. وفي المخلوقات ... .وفي الكلمات .. وفي الامور المعنوية والمادية


لكن حبيت أتكلم اليوم .. عن جمــــال انساء


هذا الذي حير عقول العقلاء .. وتغنى به الشعراء


من مفهومي .. كنت أعتقد سابقاً أن الجمال هو جمال الشكل ... وإن كنت أردد أحياناً على لساني ... أنه جمال العقل والأخلاق ... لكنها كانت في النهاية ... شعارات تتردد على لساني ولسان غيري ... لا أجد في نفسي منها أيميناً ولا طمأنينه ... وإنما كعادتي .. أردد مالا أقتنع فيه .. ومالا أفعله


لكن .. تبدلت الموازين ... واختلفت الأفكار .... واختلفت المفاهيم لدي

وشعرت .. أكنما عمل في مخي فرمته قلبت كل تفكيري .. وكل المقاييس التي كنت أقيس بها الجمال .. آن ذاك ... وجعلتني أقتنع بتلك المقاييس كاقتناعي .. بأني سميت جودي


سمعت مرة قصة أسمها ... قبح جميل .... تتحدث عن جمال النساء


وكان ذلك الكلام على لسان أبو عبد الله البلخي .. فقيه خراسان

كلام عجـــيب

عن نفسي .. لم أسمع كلام مثله .في روعته وعقلانيته .. وحسن تفكيرهــ في حياتي ............... أترككم مع كلامه

(( راح أقول لكم كلامه .. بأسلوبي ... لكن المعنى نفسه ))

يقول


أولاً .. إن الجمال درجات ... لكن الإسلام أصل أصلاً جديداً ... وهو أنه لا يسمي المرأءة بالدمامة ... تبقى المرأة نتحدث عنها في درجات الجمال ... لا يمكن أن نتحدث عنها بدرجات القبح ... لأن لها صفاة الجمال .. مهما وصلت من قبح الصورة .... ويكفي أن تبقى الامومة بحد ذاتها جميله

ثم قال

أليست الجنة تحت أقدام الأمهات ... فإذا كانت الجنه .. وهي أحسن وأجمل ما نعرف ... تحت أقدام امرأة ... كيف يمكن أن توصف إمرأة بانها قبيحة .... هل يجوز ذلك أدباً أو عقلاً .. !

ثم قال

هل يستطيع الإنسان أن يصف أمه أنها قبيحة أو ذميمة... ؟؟


تبقى الام ... لأنها أم لها جمالها ... والقلب يتعلق بها حباً


قبل الإسلام .. كان العرب يتفننون في اللغة تفنناً عجيباً ... فكان عندهم من المفردات في وصف المرأة آلاف الصفاة ... وعندهم لوصف المرأة مفردات وأشكال من الكلمات لا تحصى .. فلما جاء الإسلام وجاء محمد عليه السلام ... بدأ يوصي بالنساء ... ولم يتكلم عن الناس إلا بخير .. ولم يصف امرأة إلا بوصف حسن ..

حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته قد وصى بثلاثة أشياء

(( الصلاة .. الصلاة ... ومام ملكت أيمانكم لا تكلفوهم ما لا يطيقون ... .... والله الله بالنساء ))

قال الشيخ البلخي

كأنما المرأة من حيث هي إنما هي صلاة ... يتعبد بها بفضائل الخلق .. وذكر الرسول قبلها الرق .. لأن الزواج .. يبقى فيه نوع من الرق ... لكنه ختم بها وقد بدأ بالصلاة ... لأن الزواج في حقيقته نوع نوع من العبادة

وقال الشيخ

إن الإهتمام بالنساء ورعايتهن وإعطائهن خقوقهن.. كأنه عبادة .. لذلك ربطه بالصلاة

ولو أن أماً .. كانت ذميمة .. مشوهة في اعين الناس ... في اعين أطفالها .. أليست أجمل من ملكة على عرشها ... لو وصفها الناس بالقبح قد يكون لهم حق ... لكن في نظر أولادها .. أليست هي جميله ؟؟

إذا قضية الجمال .. هي قضة نسبية .. لأن الأمومه تضفي جمال على المرأة تحول القبح إلى حسن

وقال

إن الجمال الذي يقيس به الناس هو جمال الجسد
... أليست هذه المسأله أقرب إلى البهيمية والحيوانية .. لأنها مرتبطة بالغرائز والشهوات

جمال المرأة الحقيقي هو في إنسانيتها .. لا بحيوانيتها ... فلو كانت المرأة تقاس بجسدها فقط... عندها نكون نزلنا بالإنسان إلى درجة الحيوان

أما المؤمن العاقل فهو الذي ينظر إلى معاني أخرى شاملة للحياة .. بالإظافة إلى معاني الجسد


تخيلوا معي لو إمرأءة جسدها جميل .. لكن أخلاقها سيئة.. وعقلها جاهل .. وتصرفاتها هوجاء ... وقارنوها بامرأة .. قد تكون مشوهة... لكنها عاقلة .. وحكيمة .. وحبيبة .. ومراعية لزوجها

أيهما أقرب إلى النفس ؟؟؟

ألا ترون إلى الإمام أحمد ابن حنبل .. حينما أراد أن يتزوج ... سأل عن عائلة.. فقالوا : عندهم ابنتين

قال : صفوهما

قالوا : إحداهما عوراء ... والاخرى جميله

فسأل فوراً : أيهما أعقل

قالوا : العوراء

قال : زوجوني إياها

ففضل العقل على العين ... لماذا

المرأة مهما كان جمالها .. مع الأيام ستفقد هذا الجمال ... لكن العقل والحكمة والروح الجميلة .. هو الذي يبقى ويزداد مع الأيام في الغالب

فالذي لا يرى من الجمال غير الصورة .. هذا الإنسان ليس لديه نظر عميق

ليس العين وحدها هي التي تؤامر في أي الشيأين أجمل .. وإنما نحكم على الجمال من ثلاثة مصادر


العيـــن


والقــــلب


والعــــقل


فإذاً جواب العين على قضية الجمال .. إنما هو ثلث الحق .. ويبقى الثلثين أعظم (( يقصد أن الجمال الجسدي هو ثلث الجمال ))

فما تكرهه من وجه قد يكون هو الذي تحبه من وجه آخر

ألم يقل الله عز وجل (( وعسى أن تكرهوا شيئ ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ))


هذا اختصار لما قاله الشيخ البلخي


فما قولكم أنتم